مقالات

خيام على سكة غير حديدية في إدلب.. تعرف إلى قصتها

غاب قطار المسافرين منذ سنوات عن هذا المكان وحلّت حشود النازحين السوريين على ما تبقّى من السكة الحديدية في ريف إدلب، وسط ظروف أكثر تعاسة وقهراً، يحملون في جعبتهم حكايا التهجير القسري بفعل هجمات نظام الأسد وروسيا، ويحلُمون في الوقت ذاته بعودة قريبة، كلما جاء ذكرها على مسمعهم تبدلت أحوالهم وزاد يقينهم بـ”فرج آتٍ وقريب”.

وعلى مرتفع طويل – حيث سكة القطار الحديدية شمالي إدلب – ممتداً إلى غربها، وقرب أوتوستراد باب الهوى – إدلب، وجدت عشرات العائلات السورية المُهجّرة – خاصّةً خلال الحملة العسكرية الأخيرة – موقعاً تنصب عليه خيامها وتفرد متاعاً قليلاً تمكنت من تهريبه تحت وطأة القصف والتهجير.

ويقطن في تلك الخيام مُهجّرون مِن مناطق ريف حلب الجنوبي وريف مدينة سراقب شرقي إدلب، والريف الشرقي لمدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، وسط ظروف إنسانية مضنية.

نعمة “الأملاك العامة”

“لم يخطر على بال أحدٍ يوماً أن يكون هذا المكان ملجأً للعائلات المُهجّرة بفعل قصف النظام وحملاته العسكرية” وفقاً لمهجرين تحدثنا إليهم يقطنون في المخيمات الممتدة على أجزاء متفرقة من سكة القطار الحديدية التي تقطع أريافاً واسعة من إدلب، لكنّ ضيق الحال والخيارات المتاحة كانا دافعاً مقنعاً لأن تستقر مئات العوائل على سطحها.

ويمكن أن يوفر المكان الذي يعدّ “ملكاً عاماَ” على هذه العائلات أجور أرض بغية فرشها ونصب خيامهم عليها، فهذه مشقة مادية يعاني منها المُهجّرون السوريون الذي يعمدون إلى استئجار أراض زراعية من مالكيها لتكون ساحةً لنصب خيامهم، بحسب ما يقول أحمد الفهد مدير المخيم وهو مهجّر مِن قرية الصيادي شرقي معرة النعمان.

خدمات قليلة وروائح مؤذية

وبالرغم من أنّ موقع المخيم المرتفع عن الأرض، نظراً لطبيعة موقع السكّة سابقاً، يقيهم مياه الأمطار وتهديد الغرق والطوفان في الشتاء، كما بقية المخيمات العشوائية المنتشرة في ريف إدلب، إلا أنّ ذلك يجعله عرضةً للهواء والعواصف المطرية، وفي الحالتين هناك منغصات تعكر معيشة أهالي المخيم، وفقاً لـ”الفهد”.

ويوضح لـ موقع تلفزيون سوريا أنّ المخيم يعاني من غياب المياه بعد توقف المنظمة الداعمة عن ضخها، علاوةً على حاجة العائلات الملحّة لكتل الحمامات (التواليتات) لتأمين ظروف صحية مناسبة للمهجرين.

ويعاني القاطنون في المخيم مِن عدة مشكلات أبرزها الروائح غير الصحية المنبعثة من مكب النفايات والأوساخ القريب من المخيم، وعمليات الحرق التي تجري بداخله من أجل التخلص من النفايات.

في هذا السياق، يشير محدثنا “الفهد” إلى أنّ معملاً قريباً لتصنيع البطاريات أيضاً تنبعث منه روائح مؤذية إلى جانب الروائح القادمة من المكبّ، ما يزيد من مرارة الظروف الجوية خلال فصل الصيف إلى جانب مساهمتها في تفشي أمراض الصدر وغيرها لدى الأطفال والمسنين.

وتعاني المخيمات العشوائية في إدلب من ظروف معيشية صعبة، وسط تدهور الوضع الإنساني عموماً في المنطقة من جراء هجمات النظام وروسيا، ما أدى إلى تدفق آلاف المهجرين من مختلف المناطق السورية.

أعداد المخيمات العشوائية في إدلب تبلغ بحسب أرقام “منسقو استجابة سوريا”، قرابة 390 مخيماً يقطن فيها نحو 180 ألف نسمة

المصدر : تلفزيون سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى