رصد فريق “منسقو استجابة سوريا” تزايد عجز القدرة الشرائية للمدنيين في مناطق شمال غربي سوريا، خلال حزيران الحالي مقارنة بالشهر الماضي.
وبحسب بيان نشره الفريق أمس، الأربعاء 29 من حزيران، ارتفعت الحدود الدنيا الأساسية لتصل إلى أرقام جديدة، بناء على سعر الصرف، وكمية الاحتياجات وارتفاع الأسعار، إذ لوحظت زيادة كبيرة في عجز القدرة الشرائية لدى المدنيين، وبقاؤهم في حالة فشل وعجز على مسايرة التغيّرات الدائمة في الأسعار، وهو ما يتجاوز قدرة تحمّل المدنيين لتأمين الاحتياجات اليومية.
وارتفع حد الفقر المعترف به إلى 3875 ليرة تركية، بعد أن كان ما يعادل 3740 ليرة، أي 228 دولارًا أمريكيًا، أما حد الفقر المدقع فارتفع إلى 2580 ليرة تركية، بعد أن كان 2245 ليرة تركية.
وأشار البيان إلى “انزلاق مئات العائلات الجديدة إلى ما دون حد الفقر الأساسي”، بوصول حد الفقر إلى مستويات جديدة بنسبة 2.4%، ما يرفع نسبة العائلات الواقعة تحت حد الفقر إلى 86.4%.
ووصل حد الجوع إلى مستوى جديد، بزيادة بنسبة 1.6%، ما يرفع نسبة العائلات التي وصلت إلى حد الجوع 37.6%.
ووصل العجز الأساسي لعمليات الاستجابة الإنسانية التي تغطيها المنظمات إلى نسبة 53.3%، بحسب إجمالي تغطية جميع القطاعات الإنسانية، وذلك بزيادة نسبة 9% على شهر أيار الماضي.
وذكر البيان أن الحدود الدنيا للأجور ما زالت في موقعها الحالي، مع الأخذ بعين الاعتبار أسعار الصرف الحالية، إذ لم تشهد أي زيادة ملحوظة، وتراوحت الزيادات مع تغيّر سعر الصرف بين 243 و280 ليرة تركية.
ومنذ مطلع أيار الماضي، بدأت قيمة الليرة التركية بالانخفاض مجددًا، بعد أن ثبت سعر صرف الدولار الأمريكي في آذار ونيسان الماضيين عند حوالي 14.5 ليرة، وسجلت قيمة الليرة أمام الدولار الأمريكي الواحد 16.7 ليرة تركية اليوم، الأربعاء، بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات النقدية.
وذكّر الفريق بأهمية استمرار إرسال المساعدات عبر الحدود لسكان شمال غربي سوريا، معتبرًا أن المشكلة الكبرى تكمن حاليًا في عدم التوصل إلى حلول دولية، لضمان استمرار عملية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود وتوقفها في المنطقة، ما يزيد من معدلات الأرقام الحالية إلى مستويات جديدة.
وتشهد مناطق شمال غربي سوريا سوءًا في الأحوال المعيشية، وسط واقع اقتصادي متردٍ، وبلغ عدد السوريين المحتاجين إلى مساعدة إنسانية نحو 14 مليونًا و600 شخص، بعد أن بلغ 13 مليونًا و400 ألف خلال 2021، وفق تقرير الأمم المتحدة الصادر في 23 من شباط الماضي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قدّم، في 12 من كانون الثاني الماضي، تقريرًا يؤكد أن 90% من السوريين تحت خط الفقر، بينما يعاني 60% منهم “انعدام الأمن الغذائي”.