أخبار المجتمع المدني

بين ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخل .. الأسعار تكوي السكان شمال غرب سوريا

يكابد غالبية السكان في المناطق المحررة في الشمال السوري، عناءاً كبيراً خلال محاولات تأمين الحاجيات الأساسية من الطعام والملابس وغيرها، حيث تعيق الضغوط والأحوال الاقتصادية الاستعداد لعيد الفطر المقبل بعد حوالي أسبوع من الآن، في الوقت الذي يقدر فيه بأن 89.24% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر في شمال غربي سوريا.

ويعاني معظم المواطنين السوريين في الشمال السوري، من صعوبات جمة في تأمين المستلزمات اليومية، ويأتي ذلك في ظل ارتفاع الأسعار وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وقلة فرص العمل وانخفاض الموارد المالية ودخل الأسرة ما دفع السكان إلى التخلي عن كثير من الأساسيات، في سبيل الحفاظ على متطلبات الحد الأدنى من الحياة.

وتشير مصادر محلية في شمال غرب سوريا، إلى تصاعد كبير في الأسعار في ظل غياب الدور الفعال للسلطات المسيطرة سواء في مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ أو المؤقتة، في حين يتراوح متوسط أجر العامل يوميا بين 50 إلى 75 ليرة تركية 2.6 دولار و5 دولارات فقط، علما أن سعر ربطة الخبز يصل في بعض المناطق إلى 8 ليرات تركية.

وتزامناً مع مرور السكان بمرحلة الاستعداد لشهر رمضان المبارك الحالي، نفذت جيوبهم قبل النجاح بتأمين أبسط المواد الغذائية والاستهلاكية والمنتجات الضرورية، حيث استطاع عدد من السكان شراء كميات قليلة من الأرز والسكر والسمن وغيرها، مع غياب مواد مثل الحلاوة والزبدة والجبن عن موائد الكثير من السوريين، ويبلغ سعر كيلوغرام جبن البقر 60 ليرة تركية 3.15 دولارات.

ويبلغ سعر كيلو لحم الغنم 140 ليرة تركية، أما لحوم الدجاج فثمن الكيلو منها يصل إلى 34 ليرة تركية، وعبوة الزيت النباتي سعة ليتر واحد بـ 31 ليرة تركية، وسطل اللبن 15 ليرة تركية، وكيلو البندورة بـ 12.5 ليرة تركية، والخس بـ 7.5 ليرات تركية.

ويشهد الشمال السوري اليوم موجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، خاصة المحروقات، مع قلة مصادر الدخل وانخفاض مستوى الدخل الفردي للسكان، مع عجز واضح في القدرة الشرائية لدى المدنيين وبقائهم في حالة فشل وعجز على مسايرة التغيرات الدائمة في الأسعار والذي يتجاوز قدرة تحمل المدنيين لتأمين الاحتياجات اليومية.

ومع عجز جل الناس من تأمين احتياجاتها اليومية والمعيشية، يعجز غالبية المواطنين السوريين في الشمال السوري كذلك من تأمين كسوة العيد والملابس وغيرها من لوازم الاستعداد لعيد الفطر الذي يحل بعد أيام دون بوادر انخفاض الأسعار لتمكين السكان من شراء ما يحتاجون لهم و لأطفالهم.

وبالدولار الأمريكي تُحدد غالبية أسعار الملابس في الشمال السوري، ارتفعت أسعار الملابس الجديدة والمستعملة على حد سواء بشكل كبير، وبلغت مستويات قياسية في الشمال السوري مع قرب عيد الفطر، وتتراوح الأسعار بين 13-30 للقطعة في حين بلغ متوسط سعر بنطال الجينز الرجالي 25 دولارا.

وتشير مصادر محلية إلى أن غلاء سعر سعر الملابس الجديدة لا سيما للأطفال، وتصل بعد أسعار القطع إلى 700 ليرة تركية، وتضاعف الأسعار بشكل كبير وسط عجز معظم الأهالي عن كسوة أطفالهم، كما يبلغ سعر ملابس الأطفال “البالة” (المستعملة)، 8 دولارات كحد أدنى، ووصلت أسعار الملابس النسائية إلى 15 دولارا، وملابس الرجال بين 15-20 دولار أمريكي.

وقدر فريق “منسقو استجابة سوريا”، بأن 89.24% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر في شمال غربي سوريا، بزيادة بلغت 1.22% خلال شهر آذار/ مارس الماضي، وذكر أن مستوى الجوع في المنطقة ارتفع خلال الشهر الماضي 1.34%، ليصل إلى 39.64 بالمئة.

ولفت إلى أن حد الفقر المعترف به ارتفع إلى 5018 ليرة تركية نحو 260 دولاراً بينما وصل حد الفقر المدقع إلى 3790 ليرة تركية، مشيراً إلى أن معدلات البطالة ارتفعت خلال الشهر الماضي 2.3% بعد فقدان أكثر من 11.3 ألف عائلة مصادر دخلها نتيجة الزلزال، بينما وصلت نسبة البطالة العامة إلى 87.3% بشكل وسطي، مع اعتبار أن عمال المياومة ضمن الفئات المذكورة.

هذا ويرافق حالة ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية في عموم الشمال السوري، ارتفاع معدل البطالة بشكل غير مسبوق مع انعدام فرص العمل، وكذلك ارتفاع نسبة الفقر التي تتزامن مع ركود اقتصادي غير مسبوق وسط شكاوى مع تسلط فئة من التجار والمحتكرين والتلاعب بالأسعار مع غياب أي حلول في الأفق تقضي بتخفيض الأسعار وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

ويذكر أنه علاوة على ضيق الأحوال المادية تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، يعاني سكان المناطق المحررة من ضغوط نفسية لا سيّما النازحين مع افتقاد بهجة المناسبات والأعياد حيث يفتقد الشعب السوري الكثير من تقاليد العيد التي اعتادها مع تفرق العائلات والأقارب والعجز عن زيارة بعضهم بعضاً، فيصبح اللقاء متاحاً فقط عبر الشاشات، ويفتقد الأطفال بهجة الملابس الجديدة مع عجز الكثير من الأهالي عن شراء ملابس العيد لهم، عدا عن ظروف الحياة في الخيمة.

المصدر:شام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى