بيان يطالب بإيقاف خطاب الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا
أصدرت 71 منظمة وهيئة وتجمعاً من مختلف أطياف المجتمع التركي بياناً بعد اختتام مؤتمر مناهضة خطاب الكراهية والتمييز العنصري الذي انعقد في اسطنبول خلال الأيام الماضية بمشاركة عدد من رؤساء وممثلي تلك المنظمات والهيئات.
وأشار البيان إلى ضرورة تأمين بيئة آمنة للمجتمع السوري اللاجئ وصون حقوقه وكرامته في ظل تنامي خطاب الكراهية والعنصرية وتصاعد وتيرة الاعتداءات عليهم داعياً إلى اتخاذ موقف مشترك قائم على أسس العدل والسلام والحقوق.
ولفت البيان إلى وقوع العديد من الاعتداءات والجرائم بحق اللاجئين السوريين في آب أغسطس المنصرم، حيث قامت مجموعة من العنصريين بالاعتداء على أماكن عمل ومنازل اللاجئين السوريين في منطقة “ألتن داغ ” التابعة لولاية “أنقرة”، سبق ذلك مقتل الشاب “حمزة عجّان – 17 عاماً”، والذي قتل إثر الاعتداء عليه من قبل مجموعة شبان وذلك أثناء عمله في أحد أسواق ولاية “بورصة”.
وأكد البيان الذي صدر بثلاث لغات العربية والإنكليزية والتركية أن ما نشهده اليوم من وقائع واعتداءات على اللاجئين ما هو إلا نتيجة مروعة للكم الهائل من البيانات والمعلومات المضللة والخاطئة عن المجتمع السوري اللاجئ، وذلك خلال السنوات العشر الأخيرة، ولا تزال مشكلة البيانات والمعلومات الخاطئة والتي تتناول المجتمع السوري اللاجئ مستمرةً حتى يومنا هذا، وذلك في ظل عدم إدراك البعض لجوانب ولعواقب خطاب الكراهية والتمييز العنصري.
ودعا موقعو البيان جميع مناصري قيم الحق والعدالة إلى رفع أصواتهم من أجل الحد من خطاب الكراهية والعنف، وذلك في ظل العنف الذي يتعرض له الأبرياء من المجتمع اللاجئ.
وشددوا على أن اللاجئين هم أصحاب حق، و يقع على عاتق كل من يناصر قيم العدل والسلام في هذا البلد أن يعاملهم وفق مبادئ كرامة الإنسان وهذا من أساسيات القيم الأخلاقية والإنسانية في التعامل معهم.
وشدّد البيان على ضرورة أن تعامل الحكومة التركية اللاجئين وفق القانون، وفي إطار ذلك يجب الاعتراف بكل الحقوق المتعلقة باللاجئين وذلك لكونهم بشراً، ويجب حماية هذه الحقوق وفق خطوات وآليات فعّالة.
وحث البيان الحكومة التركية على ضرورة اتخاذ تدابير وإجراءات أكثر فعالية من أجل حماية حياة اللاجئين وتأمين سلامتهم، مضيفاً أن عليها تصحيح البيانات والمعلومات الخاطئة والتي يتم تناقلها في المجتمع حول واقع اللاجئين، ويجب عليها التحقيق بصورة أكثر صرامةً في ما يتم تداوله من اعتداءات على اللاجئين.
اللاجئون كورقة انتخابية
ومع اقتراب موعد الانتخابات طالب موقعو البيان السياسيين الأتراك بالتوقف عن استغلال قضية اللاجئين في خطاباتهم و برامجهم الدعائية، فهذه الدعاية “القذرة” باتت تؤدي إلى ممارسة العنف ضد اللاجئين، ويجب على السياسيين أيضاً تجنب التصريحات والتعبيرات الكلامية ذات الطابع العنصري، ونبذ ورفض كل من يقوم بذلك، داعين إلى تطبيق القانون ومواده المناهضة للكراهية وللتمييز العنصري على الأفراد / الشخصيات التي تشغل وظيفة عامة والذين ينتهكون القوانين المرفقة بمناهضة الكراهية والتمييز العنصري (مثل رؤساء بعض البلديات)، كذلك يجب أن لا يبقى الجناة دون عقاب، ولا بد من سن وتشريع قوانين صارمة ضمن إطار الحد من جوانب ومظاهر الكراهية والتمييز العنصري.
وختم البيان بالدعوة إلى ضرورة صون الحياة والدفاع عنها بحزم وأن نكون أكثر عزيمةً في مواجهة كل من يحاول أن يجعل منا أعداءً لبعضنا البعض ويسعى للتخلص منا، وأن لا نترك متسعاً لمشاعر الكراهية والتمييز العنصري. وحث كل الأطراف على اتخاذ موقف مشترك قائم على أسس العدل والسلام و ذلك لمواجهة و ووقف الكراهية التي وصلت لنقطة تهديد أرواح الآخرين.
وبدوره أشار الناشط “طه الغازي” -أحد منسقي المؤتمر-إلى أن العمل على هذا المؤتمر والجهد الذي أدى إلى عقده بدأ منذ أشهر وذلك بالتنسيق مع الشخصيات والأطراف والجهات التركية (الحكومية و غير الحكومية / السياسية والأكاديمية والاجتماعية / حكومةً و معارضةً).
وأردف أن مسار عمل القائمين على هذه الخطوة كان الهدف منه تحييد ملف اللاجئين السوريين عن النزاعات الداخلية بين التيارات والأحزاب السياسية وذلك مع اقتراب موعد انتخابات عام 2023، وحث منظمات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية التركية على العمل المشترك من أجل تأمين واقع اللاجئين السوريين في هذه الفترة.
ولفت “الغازي” إلى أن تباين وتنوع الجهات الموقعة على البيان الختامي للمؤتمر أتاح تعزيز فرصة التأثير على التيارات والأحزاب السياسية وتقترب إمكانية صناعة رأي عام لدى الشارع التركي حول اللاجئين السوري بحيث يكون هذا الرأي مغايراً لما كان عليه الحال خلال السنوات الماضية.
ولفت “الغازي” إلى أن المؤتمر كان له وقع إيجابي لدى كل الأطراف التركية (بتنوع مسمياتها و انتماءاتها السياسية )، وكان بمثابة مرحلة متباينة ومشروع عمل مشترك جديد لهذه المنظمات والهيئات من حيث النظر لاحتياجات اللاجئ السوري من زاوية مختلفة وعدم ربط صورة ونمطية اللاجئ السوري بالإنسان ( المحتاج ) الذي ينتظر من تلك المنظمات بعض الصدقات والسلل الغذائية