براءة إختراع لشاب سوري في فرنسا
توصل الشاب والطالب السوري “مجد أبازيد” إلى ابتكار طريقة رياضية قائمة على الذكاء الاصطناعي تساعد في الكشف المبكر عن مرض “الزهايمر” وأمراض أخرى ويمكن، استخدامها في مجالات مختلفة غير الصحة.
وعمل أبازيد على تسجيل ابتكاره كبراءة اختراع لدى المركز الأوروبي في ألمانيا، وتتمثل هذه الطريقة في الاعتماد على استخلاص أهم المتغيرات التي تميز بين الإنسان الطبيعي والإنسان الذي يعاني من أمراض عصبية، وإيجاد أهم مناطق الدماغ التي يوجد فيها اختلاف بين الإنسان الطبيعي والإنسان المريض بتطبيق قوانين رياضية على إشارات الدماغ الكهربائية EEG التي أثبتت فعالية كبيرة في الكشف المبكر عن مرض الزهايمر كما روى مبتكرها لـ”زمان الوصل”.
“أبازيد” القادم من مدينة درعا، التحق بإحدى مدارسها في سن أصغر من مجايليه فيها أي قبل سنة ونصف من موعد التسجيل المعتاد، ومنذ طفولته أولع بالرياضيات ومما شجعه على ذلك أنه نشأ في أسرة تمتعت بجو من الحرية، والحرية –كما يقول- هي مصدر الإبداع، وكان والده الطبيب البيطري والدته يحرصان على تشجيعه على ميوله الرياضية هذه، وتركت والدته دراستها في كلية الاقتصاد لتركز جهودها على تعليمه مع إخوته قبل أن يتجاوز الخامسة من عمره.
بعد أن أنهى “مجد” المرحلة الثانوية رغب والده بإرساله إلى أوروبا لإكمال دراسته العلمية، واتبع فعلاً دورات في اللغة الألمانية، ولكن بسبب صغر سنه قرر أن يبقى في سوريا، واختار أن يلتحق بكلية هندسة الحواسيب والأتمتة في جامعة دمشق، حيث درس السنة الرابعة ولم يتمكن من إكمالها لأنه كان مطلوباً لمخابرات النظام عام 2012 بسبب نشاطه الثوري، فقرر السفر إلى مصر التي عاش فيها سنة ونال هناك منحة دراسية إلى فرنسا، وكانت هذه المنحة -حسب قوله- خطوة هامة في حياته الشخصية والعلمية.
لدى وصوله إلى فرنسا عام 2014 كان لدى “مجد” حلم محدد وهو استغلال الفرصة لاستكمال تعليمه والحصول على شهادة الدكتوراه والالتحاق بإحدى مؤسسات البحث العلمي، وبدأ بتحقيق حلمه خطوة بخطوة، حيث تعلم في السنة الأولى اللغة الفرنسية، وفي السنة الثانية نال ليسانس الهندسة المعلوماتية وفي الرابعة نال الماجستير واشتغل في السنة الخامسة من وصوله كمهندس بحث علمي وكانت المرة الأولى التي يكتب فيها مقالات علمية لتنشر في المجلات المتخصصة وهو الآن في طور إنهاء دراسة الدكتوراه التي من المقرر أن ينالها العام بعد القادم.
خلال دراسته في السنة الأولى للدكتوراه بدأ مجد التحضير للشهادة من خلال دراسة بعنوان “الكشف المبكر عن الأمراض العصبية عن طريق إشارات الدماغ الكهربائية باستخدام الذكاء الاصطناعي والرياضيات” الذي كان أساس ابتكاره.
وأوضح الشاب القادم من درعا أن ابتكاره هو عبارة طريقة رياضية تعتمد على استخلاص أهم المتغيرات التي تميز بين الإنسان الطبيعي والإنسان الذي يعاني من أمراض عصبية، بمعنى إيجاد أهم مناطق الدماغ التي يوجد فيها اختلاف بين الاثنين بتطبيق قوانين رياضية على إشارات الدماغ الكهربائية EEG التي أثبتت فعالية كبيرة في الكشف المبكر عن مرض “الزهايمر” مشيراً إلى أن براءة الاختراع مشتركة مع مشرفته في الدكتوراه.
وحول طبيعة ابتكاره وآلية عمله أوضح أبازيد أن الباحثين اعتادوا في الدراسات السابقة على أخذ نسبة معينة من كمية المعلومات المتضمنة داخل الإشارة الكهربائية (٥٠‰ أو ٣٠٪ أو 7٠‰ ) ويتم الاختيار بشكل عشوائي، ثم تطبيق القوانين الرياضية على النسبة المتبقية لفهم خريطة الدماغ، وكانت النتائج مقبولة فخطر بذهنه –كما يقول- أن يدمج هذه النسب كلها من ١٠ % حتى 100 % من كمية المعلومات، ثم تطبيق طريقة رياضية تسمى Gram shmidt لاستخلاص أهم المتغيرات التي تميز مرضى “الزهايمر”، ثم يقوم بعدها بعمل “نمذجة” لكل مريض بناء على هذه المتغيرات، ولفت المبتكر الشاب إلى أن النتائج كانت جيدة جداً ووصلت نسبة الكشف عن مرضى “الزهايمر” إلى 100 % في قاعدة المعطيات التي يملكها المشفى التي تشارك معهم مشروع الدكتوراه.
واستدرك أن هذه النسبة الكبيرة لا تعني الوصول إلى نسبة كشف عن “الزهايمر” بنسبة متكاملة في جميع الحالات، فالموضوع –حسب قوله- مرتبط بقاعدة المعطيات التي نملكها، ولكن نسبياً هي بالتأكيد طريقة جيدة لأن الدراسات الأخرى حسب نفس قاعدة المعطيات لم تكن تصل إلى 80 أو 85 % كنسبة كشف عن المرض.
وكشف محدثنا أنه سجل طريقته لدى المركز الأوروبي European Patent Office، ونال براءة اختراع عليها وينتظر قبولها من المركز الأميركي حتى تصبح براءة اختراع عالمية، معبراً عن أمله بأن يتم استثمار هذه الاختراع من قبل مخابر البحث العلمي في مجال إشارات الدماغ الكهربائية وتطبيقه على عدد أكبر من المرضى.
المصدر : زمان الوصل