أخبار المجتمع المدني

الإيرانيون واستئجار المنازل في دمشق: ارتفاع الأسعار وتزايد المخاوف الأمنية

تشهد العاصمة السورية دمشق ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الإيجارات، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الإيرانيين واستئجار المنازل بمبالغ ضخمة. هذا الأمر أدى إلى ضغوط كبيرة على السكان المحليين، وأثار مخاوف أمنية مرتبطة بوجود الإيرانيين في بعض المناطق السكنية.

في دمشق، بات استئجار الإيرانيين للمنازل ظاهرة ملحوظة، حيث يُلاحظ أن هؤلاء المستأجرين يدفعون مبالغ ضخمة للحصول على العقارات.

الإيرانيون واستئجار المنازل بمبالغ كبيرة أثر بشكل مباشر على العائلات السورية، مما جعلهم يواجهون أزمة سكنية خانقة نتيجة الارتفاع الحاد في الإيجارات.

نتيجة لهذا الضغط المتزايد، ارتفعت أسعار العقارات والإيجارات في مناطق عديدة من العاصمة وضواحيها، لا سيما المناطق الراقية والاستراتيجية في دمشق مثل ( كفرسوسة، المزة) القريبة من عقد الطرق الحيوية وقربها من مركز العاصمة.

هذه الأحياء التي أُنشأت في الثمانينات من القرن الماضي اعدّ من أرقى الأحياء الحديثة في دمشق، من حيث التخطيط العمراني، وقد استقطبت عقاراتها التي تُعد الأعلى سعراً في العاصمة السورية، الأثرياء الراغبين في شقق حديثة واسعة هادئة، كذلك كبار المسؤولين السوريين والمستشارين الإيرانيين، لسهولة ضبطه والسيطرة عليه أمنياً، حيث توجد فيه أكبر المقرات الأمنية والحكومية، بينها قيادة المخابرات العامة، ومقر رئاسة الوزراء، ووزارة الخارجية، وعدد من المكاتب والمقرات اللوجيستية والإعلامية الإيرانية بالإضافة لشقق سكنية.

وبحسب المصادر المتابعة بدمشق، فإنه بالإضافة لأحياء المزة فيلات شرقية وفيلات غربية وكفرسوسة، شكلت منطقتا الصبورة والديماس في ريف دمشق الغربي مقصداً للقيادات الإيرانية لعقد الاجتماعات مع كبار المسؤولين السوريين؛ كونها تمتد على مساحات واسعة مكشوفة، وقريبة من القطعات العسكرية المختصة بتأمين العاصمة.

وقالت المصادر إن الاستهدافات الإسرائيلية توجه رسائل لإيران بأنها مخترَقة أمنياً، وكل الإجراءات الأمنية المشددة لقياديها عند التنقل وتبديل الأماكن في سوريا، ليست كافية.

اقرأ أيضاً: مخاوف وهلع بين سكان دمشق بعد التغلغل الإيراني الكبير بين المدنيين

يعتمد الإيرانيون على تغيير مواقع إقامتهم بشكل مستمر، خوفًا من الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف مواقعهم. في حادثة مروعة أمس، قُتلت الطبيبة الشابة رهف قمحية في حي المزة بدمشق، نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت مبنى كان يسكنه قيادي إيراني.

تزايد المخاوف الأمنية حول الإيرانيين أصبح أمرًا شائعًا بين السكان، مما يثير تساؤلات حول استقرار الأوضاع في تلك المناطق.

إلى جانب ذلك، فإن تزايد الطلب على استئجار المنازل من قبل الإيرانيين دفع العديد من العائلات السورية إلى مغادرة منازلها، والانتقال للسكن مع أقاربها لتقاسم تكاليف المعيشة.

هذا الضغط لم يقتصر على دمشق فحسب، بل امتد إلى ضواحيها مثل منطقة داريا. كما أفادت تقارير عن استيلاء إيرانيين على منازل دون علم أصحابها في حي خالد بن الوليد.

الأمر لا يقتصر فقط على الإيرانيين، بل إن تدفق النازحين اللبنانيين إلى دمشق زاد من الضغوط على سوق العقارات. هؤلاء اللاجئون يدفعون مبالغ مرتفعة للإيجارات، مما أدى إلى طرد بعض السكان المحليين من منازلهم لصالح مستأجرين جدد.

في النهاية، يظل الإيرانيون واستئجار المنازل في دمشق يمثلان تحديًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا لسكان العاصمة، حيث يواجه المجتمع المحلي ضغوطًا كبيرة على سوق الإسكان، وسط قلق دائم من التبعات الأمنية لهذا الوجود الأجنبي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى