أخبار المجتمع المدني

إضراب مدارس منبج احتجاجًا على المناهج الجديدة: رفض واسع وقلق على الهوية الثقافية

توقفت عدة مدارس في مدينة منبج وريفها، شرق حلب، عن العمل. جاء ذلك نتيجة إضراب مستمر منذ أيام. يُنظم هذا الإضراب احتجاجًا على المناهج التعليمية الجديدة التي فرضتها “الإدارة الذاتية”. تُعد هذه الإدارة الجناح المدني لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد). يعكس الإضراب رفض المعلمين وأولياء الأمور للمناهج الجديدة. وصف الأهالي المناهج بأنها “تتنافى مع القيم الدينية والتقاليد المجتمعية”. كذلك، اعتبرها البعض تهديدًا لـ “هوية المجتمع وقيمه”.

رفض شعبي واسع للمناهج الجديدة

عبّر المحتجون عن قلقهم بشأن تأثير هذه المناهج على الجيل الصاعد. أكدوا أن هذه التغييرات تتعارض مع القيم والتقاليد الراسخة في المنطقة. أثرت الاحتجاجات بشكل كبير على العملية التعليمية. نتيجة لذلك، توقفت العديد من المدارس عن العمل بالكامل. امتنع الأهالي عن إرسال أبنائهم إلى المدارس. في الوقت ذاته، خرجت مظاهرات شعبية في المدينة. تجمع المتظاهرون أمام المساجد للتعبير عن رفضهم لهذه التغييرات المفروضة.

تصاعد الاحتجاجات والإضرابات

في منتصف شهر أيلول، شهدت منبج شللًا تامًا في مختلف القطاعات. أغلقت الأسواق والمحال التجارية بشكل كامل. كذلك، توقفت وسائل المواصلات عن العمل. جاءت هذه التحركات استجابة لدعوة أطلقها الأهالي. كانت الاحتجاجات موجهة ضد تزايد انتهاكات ميليشيا قسد. تضمنت هذه الانتهاكات فصل المعلمين الذين رفضوا تدريس المناهج الجديدة. كما فرضت الميليشيا ضرائب مرتفعة على السلع. إلى جانب ذلك، مارست الاعتقالات التعسفية بحق السكان.

فصل المعلمين واعتقال الناشطين

على مدار السنوات الأخيرة، فصلت “الإدارة الذاتية” عددًا من المعلمين في مناطق سيطرتها. جاء هذا القرار بسبب رفض المعلمين تدريس المناهج التي تفرضها الإدارة. إضافة إلى ذلك، اعتُقل ناشطون بتهمة التحريض ضد سياسات الإدارة. تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو. تظهر هذه المقاطع تمزيق نسخ من المناهج الجديدة. أبدى المحتجون رفضهم لما اعتبروه “تشويهًا للفكر الإسلامي”. كما أشاروا إلى أن المناهج تتضمن معلومات “مزيفة” عن التاريخ والجغرافيا.

إقرأ أيضا: الإيرانيون واستئجار المنازل في دمشق: ارتفاع الأسعار وتزايد المخاوف الأمنية

توترات حول التعليم والهوية الثقافية

تشهد المنطقة توترات متزايدة حول قضايا التعليم والهوية الثقافية. تعد مدينة منبج منطقة ذات أهمية استراتيجية في شمال شرق سوريا. أعربت جهات تعليمية في ريف دير الزور عن رفضها للمناهج الجديدة. يعكس هذا الرفض حالة الاستياء الواسع لدى السكان تجاه التغييرات التعليمية. تُعد هذه التغييرات جزءًا من السياسات التي فرضتها الإدارة الذاتية على مناطق نفوذها.

السياق التاريخي

تسيطر ميليشيا قسد على مدينة منبج منذ عام 2016. تمكنت الميليشيا من السيطرة بعد معارك ضد تنظيم داعش. تلقت قسد دعمًا جويًا من “التحالف الدولي” خلال هذه المعارك. تتصاعد التوترات في المنطقة على خلفية هذه السياسات التعليمية الجديدة. السكان المحليون يرفضون هذه السياسات التي لا تحظى بقبول واسع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى