أكبر عملية نصب تعرضت لها جوجل و فيس بوك
النصب على الإنترنت ليس سهلا، لكنه ممنوع قانونيا وأخلاقيا ولا يجب تجربته أو التفكير على هذا النحو. بعض النصابين يسرقون بضعة دولارات من بعض المستخدمين والضحايا الأفراد، آخرين يستهدفون الشركات العملاقة ويركزون على الأسماك الكبيرة التي يمكن أن تسرق منها كميات هائلة من المال، لكن لهذه المغامرات السوداء نهاية مظلمة.
في الأسبوع الماضي، أقر Evaldas Rimasauskas من ليتوانيا بأنه مذنب في الإحتيال والنصب على جوجل وشركة فيس بوك، وأنه انتهك مختلف القوانين واعترف بأنه سرق 99 مليون دولار من فيس بوك و 23 مليون دولار من جوجل بين عامي 2013 و 2015.
ويواجه عقوبة بالسجن يمكن أن تصل إلى 30 عاما فيما تم تجميد حساباته البنكية ومصادرة ممتلكاته والبحث عن المسروقات.
كيف تم النصب على جوجل و فيس بوك
لجأ Evaldas Rimasauskas إلى حيلة ادعائه بأنه موظف في Quanta Computer التايوانية، والمعروفة بكونها مصنع للعديد من الأجهزة الإلكترونية الخاصة بشركات تقنية عملاقة، والتي تتعامل بالفعل مع الشركتين الأمريكيتين.
ولم يحدث هذا بمحض الصدفة، أو اختار تلك الشركة عشوائيا، لكنه قام بأبحاث وتبين له أن الشركتين تتعاملان مع الشركة التايوانية وجمع معلومات عن الموظفين في أقسام التواصل واستخدم هويتهم.
بذل بالطبع جهود للنصب على الشركتين وفتح حسابات بنكية في العديد من البنوك الأجنبية في دولتي سايبرس ولاتفيا بأسماء الشركة التايوانية.
ويبدو أنه لديه خبرة في كتابة العقود المزيفة واستخدام هويات الشركات والعلامات التجارية، وبدأ تواصله مع الشركتين لمدة عامين من التعاقدات والعقود المزيفة ليحصد هذه الملايين من الدولارات التي أرسلتها جوجل و فيس بوك إلى حساباته البنكية.
الأسوأ من ذلك أنه سجل اسم الشركة Quanta Computer في تلك الدول ووزع الأموال عليها في حساباته المتعددة.
اكتشاف أمره بعد فوات الأوان
للأسف لم يتم اكشاف أمره إلا بعد فوات الأوان وحصوله على 122 مليون دولار أمريكي من الشركتين والتي خسر منها 50 مليون دولار بعد أن تم الحجز عليها بينما ليس من الواضح أين هي بقية تلك الأموال، ربما يحتفظ بها على شكل عملات رقمية مشفرة مثل بيتكوين ومنافساتها الأخرى.
قالت جوجل “لقد اكتشفنا هذا الاحتيال ونبهت السلطات على الفور، لقد استردنا الأموال ونحن مسرورون من حل هذه المسألة”.
الخسارة الكبرى هي لشركة فيس بوك التي أظهرت في هذه المسألة أن الموظفين لديها أقل حنكة واحترافية في اكتشاف النصب بل هناك حالة من الفوضى المالية بداخل هذه الشركة، لكن هذا ليس على شركة لن نستغرب إذا تبين أن أرقام بيانات المستخدمين التي تنشرها معدلة وتتلاعب بها.
الدرس من هذه القصة
يحتاج أصحاب الشركات والعلامات التجارية إلى توعية الموظفين لديها بخصوص النصب والمخاطر التي يمكن ان تستقبلها عبر البريد الإلكتروني ومختلف وسائل التواصل الأخرى.
إذا كنت تملك شركة ناشئة أو علامة تجارية وتعتمد على التواصل عبر هذه الأدوات فيجب أن توظف أشخاص لديهم قدرة على التعامل الاحترافي والتركيز وتفادي الأخطاء والثقة السريعة بالآخرين.
والأحرى أن تكون الأمور المادية خاصة بقسم أو مسؤول يعمل على مراجعة الفواتير ويتم توحيد هذه المهمة ضمن فريق واحد أو مسؤول محدد والذي سيتبين له بالفعل إن كانت هناك فواتير مزيفة أو أن هناك عقود لا وجود لها في أرض الواقع.
تعرض جوجل و فيس بوك للنصب يعني أن أي شركة مهما كان حجمها ونجاحها معرضة لذلك، وما يساعد النصابين على ذلك هو كثرة الإجراءات والأقسام وضعف التنسيق أو التعقيدات التي تجعل الموظف يتصرف بينما المسؤولين يتبعون آليات أبطأ في مراجعة الحسابات والفواتير والتحقق منها.
هذه ليست دعوة لتجاهل الرسائل التي تأتي من العملاء والشركاء والعلامات التجارية الأخرى، يجب عليك التحقق بحكمة ومتابعة الردود والمحادثات أولا بأول.
وكما سُرقت 99 مليون دولار من فيس بوك و 23 مليون دولار من جوجل بين عامي 2013 و 2015 من قبل نصاب واحد هي بمثابة قصة مثيرة، لكن الدرس هو الأهم من كل هذه القصة.
2019-03-26
المصدر: AMNAY MAGAZINE