“أكابس” تؤكد ضرورة مراقبة ثلاث أزمات إنسانية رئيسة شمال سوريا
أكدت منظمة “أكابس“، المتخصصة في تقديم تحليلات إنسانية مستقلة، على ضرورة مراقبة ثلاث أزمات إنسانية رئيسة شمال سوريا، معتبرة أن أفضل سيناريو للاستجابة الإنسانية هو تجديد تفويض مجلس الأمن لإدخال المساعدات عبر الحدود، وليس من الضروري الانتقال إلى طريقة جديدة.
وتوقعت المنظمة، بأن “تتدهور تلك الأزمات أو تشهد تأثيراً إنسانياً كبيراً” خلال الفترة المقبلة، وهي القيود على وصول المساعدات، والحرمان الاقتصادي، إضافة إلى التأثير التركي وخطر النزوح المتزايد.
وبينت أن عدم اليقين ما زال مستمراً حول بيئة وصول المساعدات إلى ملايين الأشخاص الذين يعتمدون عليها، ولفتت إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لسوريا بعد الزلزال قد ينكمش بنسبة 5.5%، مع مؤشرات على تراجع النشاط الاقتصادي العام، لذلك من المرجح أن ترتفع الأسعار، مما يؤدي إلى مزيد من الجوع والفقر والهجرة نتيجة سوء الأحوال المعيشية، والتركيز على الأولويات.
وحول الأزمة الثالثة، لفتت المنظمة إلى خضوع شمال سوريا لمصالح الأطراف المختلفة والمتناقضة، واستمرار خطر التصعيد، وأضافت: “ضمن هذا التوازن تعتبر مواقف ونوايا تركيا، مهمة”، خاصة أن مخاطر شن عملية عسكرية غربي الفرات قد تصبح أكثر احتمالاً، ما قد يسبب موجة نزوح.
وكان أدان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، “تعنت روسيا في الأمم المتحدة”، بعد استخدامها حق النقض (فيتو) ضد تمرير قرار لتجديد دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى”، ولفت إلى أن “موسكو تستخدم المساعدات كسلاح حرب سواء في سوريا أو أكرانيا”.
وقال الوزير، إن الولايات المتحدة مستعدة لتجديد الجهود من أجل “فرض شريان الحياة الحيوي” لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا من معبر “باب الهوى”، إذا لم تتمكن الأمم المتحدة ودمشق من إيجاد طريق للمضي قدماً.
وكان قال “الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر”، في بيان، إن سوريا مازالت تعاني من “الآثار الضخمة” لكارثة الزلزال المدمر، رغم مضي ستة أشهر، داعياً إلى تقديم دعم عاجل للمجتمعات المتضررة في سوريا وتركيا جراء الزلزال.
وأوضح بيان الاتحاد، إن تأثير الزلزال على السوريين، بالإضافة إلى معاناة خلال 12 عام من الحرب، جعلا التعافي صعباً للغاية، مبيناً أن الوضع الاقتصادي لايزال يدفع المجتمعات الضعيفة أصلاً إلى مزيد من المشقة وعدم اليقين.
ولفت “مادس هانسن” رئيس بعثة الاتحاد في سوريا، إلى أن مرحلة الإنقاذ قد انتهت، لكن حالة الطوارئ لا تزال قائمة، وشدد على الحاجة إلى دعم دولي فوري لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، ولبناء قدرة الناس على الصمود وإعادة تأهيل البنية التحتية.